Skip to main content

دميتي صديقتي المفضّلة

items

منذ زمن بعيد، عند بعض الثقافات في العالم، بدأت حكاية جميلة اسمها الدمى، وبوجه التحديد في مصر واليونان وروما. وهذا ما جعلنا نفكر بقصة وتاريخ هذه الدمى التي شغلت عقول العالم وخاصة الأطفال. لهذا السبب سنبحث معاً في بدايات تصنيع هذه الدمى وتاريخها. 

في البدء كان يُنظَر للدمى على أنها تتمتّع بقوى سحرية ومؤثّرات قوية، تُحرك المشاعر وتنمّي العقل وتساهم في توسيع المخيلة لديهم. لهذا السبب كانت الدمى تُستخدم لأغراض تعلمية وعلاجية خاصةً عند الاطفال. وبناءً على ذلك تم إعطاء تلك الدمى للأطفال كي تساعدهم في إيقاظ الوعي لديهم ونمو الفهم لديهم، وتقوية ثقتهم بنفسهم.

إن الدمى الأولى كانت تُصنَع من الطين أو الحجر والبعض منها من الخشب أو الجلد أو الشمع لأن هذه المواد هي التي كانت متوفرة. لكن مع تطور الأيام أصبحت تُصنع من البورسلين والبلاستيك والقماش، وأحيانًا من الخشب ومن مواد اخرى.

أظهرت الدراسات الجديدة أن أنشطة اللعب بالدمى، سواء عند الأولاد أو البنات، لها التأثير الايجابي على نمو الدماغ لدى الاطفال وتطوير قدرة التعبير لديهم، وهي تساهم في اظهار المشاعر والعواطف بسهولة. وللدمى دور مهم في نمو عقل الطفل وابراز مهاراته ومواهبه. فالنسبة للطفل، الدمى تمثّل شخص يتحاور معها، وهذا يدفعه في اختيار شخصية معينة له يحققها ويلعب دورها، لأنه بطبيعته يميل إلى إجراء المحادثات وإعداد القصص وتمثيل شخصية يطمح لها.

قد صرحت الدكتورة "سارة جيرسون"، عالمة الأعصاب في جامعة كارديف، "حينما يخلق الأطفال عالم خيالي لهم ويلعبون الأدوار الرئيسية مع الدمى، يتواصلون في البدء معها بصوت عالٍ، وبعدها يستطعون فهم الرسالة المتعلقة بعواطف ومشاعر الآخرين. إن اللعب بالدمى له آثار إيجابية طويلة الأمد على الاطفال ويساعد في تنمية مهاراتهم فيصبح بإمكانهم مواجهة مواقف الحياة على الصعيد العاطفي والاجتماعي مدى الحياة".

بصرف النظر عن التطور الإيجابي للمهارات الاجتماعية لدى الأطفال، فإن اللعب بالدمى له أيضًا عدة أغراض تعلّمية، هي كالتالي:

١. تحسين المفردات لديهم وتوسيعها: 

 إن الدمى تتمتع بعدة أشكال وألوان وأحجام، وهذا يساهم في توسيع فكر الطفل وتعلمه، فيبدأ باكتساب مفردات وكلمات متعددة تتعلق بواقع كل دمية. كما ويساعد ذلك في حفظ الصورة الكاملة للدمى، وفهم أهمية تعلّم الأشكال والألوان والاحجام على مراحل.

٢. تطوير القصص: 

يميل الأطفال الى خلق واقع بديل لهم والذي يساعدهم على تحقيق ذلك اللعب بالدمى. فهذا الواقع الجديد الذي يخلقه الأطفال يطوّر لديهم عملية التواصل وينمي الفهم عندهم ويقوي ثقتهم بنفسهم، فهم يرسمون في ذهنهم شخصية خاصة بكل دمية ويحاولون التعبير لها عن مشاعرهم وأحاسيسهم فينظمون أفكارهم ويتدربون على عرضها بالتسلسل. 

لنرشد الأطفال أثناء اللعب ولنشجعهم على طرح الأسئلة وبدورنا لنقوم بطرح السؤال عليهم حول القصص؛ أين هم؟ متى هو؟ من هناك مع الدمية؟ ماذا تفعل الدمية الآن؟ هل حان وقت الغداء، اللعب، وقت الدراسة ...

للدمى أهمية كبرى في تنمية شخصية الطفل الاجتماعية وفي تسهيل عملية التعلم لديه. فالدمى الصغيرة وحتى الكبيرة منها تلعب دورًا رئيسيًا في تطور ونمو الطفل. 

لنساعد أطفالنا في تنمية شخصيتهم فيصبحون أكثر وعيًا اجتماعيًا، فنسهل عليهم عملية التعلم وذلك من خلال تزويدهم بأنواع عديدة ومختلفة من الدمى وتوجيههم بروية خلال وقت اللعب.

إن كل تحتاجه من الدمى وعلى أنواعها ستعثر عليه بمجموعة كبيرة ومتعددة الأشكال والاحجام عند تويز ار أص.

فلا تتأخر في جعل طفلك سعيد في عملية التعلم وفي نمو مهاراته الاجتماعية والفكرية.